أمستردام : محمد رائد كعكة
طالب حزب الخضر-العمال (GL-PvdA) في البرلمان الهولندي بوقف تزويد إسرائيل بالمكونات الهولندية المستخدمة في منظومة الدفاع الجوي “القبة الحديدية”. وخلال مناقشة برلمانية مع وزير الخارجية الهولندي المؤقت فيلدكامب، صرحت النائبة البرلمانية كاتي بيري: “إسرائيل هي المعتدي في الوقت الراهن. لو كانت في موقع الضحية لكانت لدينا مناقشة مختلفة تماماً”.
أثار هذا الموقف دهشة الوزير فيلدكامب، الذي شدد على أهمية النظام في حماية المدنيين من الهجمات الصاروخية. وقال: “هناك مدنيون يعيشون في الملاجئ، سواء كانوا مؤيدين لحكومة نتنياهو أو معارضين لها”، وأضاف: “ألاحظ أن حزب الخضر-العمال غيّر موقفه في هذا الشأن، وهو تحول لن تتبناه الحكومة على أي حال”.
من جانبها، رأت النائبة بيري أن منظومة “القبة الحديدية” ليست فقط وسيلة دفاعية لحماية المدنيين، بل تمثل جزءاً من القدرة الهجومية لإسرائيل. وتساءلت: “هل كان نتنياهو سيجرؤ على مهاجمة إيران لو لم يمتلك هذا النظام؟ إسرائيل تقدم على مثل هذه الخطوات بفضل هذا الدرع الواقي”. وطالبت بوقف كامل لتزويد إسرائيل بالمكونات العسكرية الهولندية، وفرض حظر شامل على تصدير الأسلحة إليها.
انقسام سياسي حاد
تصاعدت حدة الجدل مع انتقاد النائب عن حزب الشعب الليبرالي الديمقراطي (VVD) فان در بورغ، الذي دعا بيري إلى “التحلي بالصدق” حيال العواقب التي قد تترتب على هذا الموقف بالنسبة للمدنيين الإسرائيليين. وقال: “كونوا صريحين بشأن العواقب الحقيقية؛ فهذا قد يعني محو تل أبيب بالكامل من الخريطة على يد إيران”.
كما أعرب نواب آخرون من أحزاب (CU) و(NSC) عن مخاوفهم من “تهديد وجودي” قد يواجه إسرائيل في حال فقدانها لمنظومة الدفاع الجوي.
يُذكر أن الحكومة الهولندية منحت هذا العام سبع تراخيص لشركات محلية لتصدير مكونات تدخل في تصنيع “القبة الحديدية”، مؤكدة أن هذه الصفقات تلتزم بإطار الرقابة الأوروبية على تصدير الأسلحة. في المقابل، يشير خبراء الدفاع إلى أن إيران بدأت تحقق بعض الاختراقات عبر هجمات الطائرات المسيّرة رغم وجود المنظومة الدفاعية.



